عن أبي الدرداء ــ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟)) قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال(( { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن)) رواه
مسلم
عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( احشدوا . فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : ((قل هو الله أحد . ثم دخل )). فقال بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبر جاءه من السماء . فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال
( إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن)) رواه مسلم
عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن )) رواه مسلم
عن أبو أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: (( أيعجز أحدكم ، أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ { قل هو الله أحد . الله الصمد }في ليلة فقد قرأ ليلته ثلث القرآن)) صحيح الجامع
عن أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ ( قل هوالله أحد ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وجبت )) قلت : ما وجبت ؟ قال : (( الجنة)) قال الترمذي : حديث حسن وصححه الألباني
عن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم
( من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث)) وصححه الألباني
فتوى عن فضل سورة الأخلاص
فضل الله واسع ، فقد تفضَّل الله على الأمة ، وعوَّض قِصَر عمرها بمزيد من الأجر على أعمال يسيرة . والعجيب أن بعض الناس بدلاً من أن يكون ذلك دافعاً له على الازدياد من الخير والحرص عليه تحوَّل هذا عنده إلى فتور وكسل عن أداء الطاعات ، أو تَعَجُّبٍ واستبعادٍ لهذا الفضل والثواب .
وأما معنى الحديث :
فهناك فرق بين الجزاء والإجزاء . والذي أوقع الأخ السائل في الإشكال هو عدم التفريق بينهما .
فالجزاء : هو الثواب الذي يعطيه الله تعالى على الطاعة .
والإجزاء : هو أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه .
فقراءة { قل هو الله أحد } لها جزاء قراءة ثلث القرآن ، لا أنها تجزئ عن قراءة ثلث القرآن .
فمن نذر – مثلاً – أن يقرأ ثلث القرآن ، فلا يجزئه قراءة { قل هو الله أحد } لأنها تعدل ثلث القرآن في الجزاء والثواب لا في الإجزاء والإغناء عن قراءة ثلث القرآن .
ومثل هذا يقال في قراءتها ثلاث مرات ، فمن قرأها في صلاته ثلاث مرات لا تجزئه عن قراءة الفاتحة ، مع أنه يُعطى جزاء وأجر قراءة القرآن كاملاً ، لكن لا يعني هذا أنها أجزأته عن الفاتحة .
ومثل هذا في الشرع : ما أعطاه الشارع لمن صلَّى صلاة واحدة في الحرم المكي ، وأنه له أجر مائة ألف صلاة ، فهل يفهم أحد من هذا الفضل الرباني أنه لا داعي للصلاة عشرات السنين لأنه صلَّى صلاة واحدة في الحرم تعدل مائة ألف صلاة ؟ .
بل هذا في الجزاء والثواب ، أما الإجزاء فشيء آخر .
ثم إنه لم يقل أحد من أهل العلم إنه ليس بنا حاجة لقراءة القرآن ، وأن { قل هو الله أحد} كافية عنه ؛ ذلك أن القول الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه السورة كان لها هذا الفضل لأن القرآن أُنزل على ثلاثة أقسام : ثلث منها للأحكام ، وثلث منها للوعد والوعيد ، وثلث منها للأسماء والصفات .
وهذه السورة جمعت الأسماء الصفات .
هذا قول أبي العباس بن سريج واستحسنه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 17 / 103 ) .
والمسلم لا غنى له عن الأمرين الآخرين وهما الأحكام والوعد والوعيد ، ولا يتم له معرفتهما إلا بالنظر في كتاب الله كاملاً ، ولا يمكن لمن يقف عند سورة " الصمد " أن يعرف هذين الأمرين .
فإذا قرأ الإنسان { قل هو الله أحد } : حصل له ثوابٌ بقدر ثواب ثلث القرآن لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن ، بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص ، فلا تسد { قل هو الله أحد } مسد ذلك ولا تقوم مقامه .
حسابات عن الأجر والثواب
إذا قرأنا سورة الأخلاص ثلاث مرات يكون في ظاهر الأحاديث
والفتوى السابقة لنا مثل أجر من قرأ القرءآن كاملا واحب الآن
أن أوضح عدد أحرف القرءآن وهي { 321670 } حرفاَ وفي
والحسنة من المعلوم بعشر امثالها يعني من قرأ سورة الأخلاص ثلاث مرات يكون كسب من الحسنات { 3216700 } في ثواني معدوده. والعدد كتابتا{ ثلاث مليون وألفين ومئة وسته آلاف وسبعمئه حسنه } ولنعلم أن الذي يجعل الميزان ثقيل يوم هو الحسنات والذي يجعل المسلم يمر على الصراط
فلا يسقط هو الحسنات وهو قول النبي { تجري بهم اعمالهم }
فلا تبخل على نفسك بثواني تكسب هذا الثواب الجزيل.